ضغط الدم
يُعتبر موضوع ضغط الدم من أكثر الأمور التي تشغل بال الكثيرين، سواء كانوا يعانون بالفعل من ارتفاعه أو انخفاضه، أو كانوا يسعون ببساطة إلى فهم كيفية الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية. في الواقع، يُلقب ارتفاع ضغط الدم بـ "القاتل الصامت" لأنه غالباً ما لا يسبب أي أعراض ملحوظة، ولكنه في الوقت نفسه يمكن أن يُلحق أضراراً جسيمة بالقلب والكلى والدماغ على المدى الطويل. تخيل أن الأوعية الدموية في جسمك عبارة عن شبكة معقدة من الأنابيب، وضغط الدم هو القوة التي يدفع بها الدم جدران هذه الأنابيب. إذا كان هذا الضغط مرتفعاً باستمرار، فإنه يضع عبئاً إضافياً على القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والفشل الكلوي وغيرها من المشكلات الصحية الخطيرة. لحسن الحظ، هناك العديد من الأشياء التي يمكنك القيام بها للتحكم في ضغط الدم والحفاظ عليه في نطاق صحي. في هذا المقال، سنستكشف ماهية ضغط الدم، وكيف يتم قياسه، وما هي العوامل التي تؤثر عليه، وما هي الخطوات التي يمكنك اتخاذها للحفاظ على صحتك.
ما هو ضغط الدم وكيف يعمل؟
ضغط الدم هو ببساطة قياس للقوة التي يبذلها الدم على جدران الشرايين أثناء تدفقه عبر الجسم. يتم تسجيله برقمين: الرقم العلوي (الانقباضي) يمثل الضغط عندما ينقبض القلب ويضخ الدم، والرقم السفلي (الانبساطي) يمثل الضغط عندما يكون القلب في حالة راحة بين النبضات. يتم قياس ضغط الدم بالمليمتر الزئبقي (mmHg). تعتبر القراءة الطبيعية عادةً أقل من 120/80 mmHg. عندما تكون القراءة أعلى باستمرار من 130/80 mmHg، يُعتبر الشخص مصابًا بارتفاع ضغط الدم. تعمل منظومة ضغط الدم بجسم الإنسان وفق آلية دقيقة يتم التحكم فيها بواسطة عدة أجهزة، بما في ذلك القلب والكلى والأوعية الدموية والجهاز العصبي. أي خلل في هذه الأجهزة يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم. اقرأ أيضًا: النظارات الشمسية للشباب.
أسباب ارتفاع ضغط الدم (ارتفاع الضغط)
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في ارتفاع ضغط الدم. في معظم الحالات، لا يوجد سبب محدد واضح، ويُطلق عليه ارتفاع ضغط الدم الأساسي أو الأولي. ومع ذلك، تلعب العوامل الوراثية ونمط الحياة دوراً هاماً. تشمل الأسباب والعوامل الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ما يلي: اقرأ أيضًا: منشور المدونة.
- العمر: يزداد خطر ارتفاع ضغط الدم مع التقدم في العمر.
- التاريخ العائلي: إذا كان لديك تاريخ عائلي من ارتفاع ضغط الدم، فأنت أكثر عرضة للإصابة به.
- السمنة: زيادة الوزن تزيد من عبء العمل على القلب والأوعية الدموية.
- اتباع نظام غذائي غني بالصوديوم: يمكن أن يؤدي تناول الكثير من الملح إلى ارتفاع ضغط الدم.
- قلة النشاط البدني: عدم ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم.
- التدخين: التدخين يضر بالأوعية الدموية ويرفع ضغط الدم.
- الإفراط في تناول الكحول: يمكن أن يؤدي شرب الكثير من الكحول إلى ارتفاع ضغط الدم.
- الإجهاد: يمكن أن يؤدي الإجهاد المزمن إلى ارتفاع ضغط الدم.
- بعض الحالات الطبية: مثل أمراض الكلى، واضطرابات الغدة الدرقية، وانقطاع النفس النومي.
- بعض الأدوية: مثل حبوب منع الحمل، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وبعض أدوية البرد.
أعراض ارتفاع ضغط الدم وكيفية التشخيص
كما ذكرنا سابقًا، غالبًا ما يكون ارتفاع ضغط الدم صامتًا، مما يعني أنه لا يسبب أي أعراض ملحوظة. لهذا السبب من المهم فحص ضغط الدم بانتظام، خاصة إذا كان لديك عوامل خطر للإصابة به. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد يعاني الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم من الأعراض التالية:
- صداع شديد
- نزيف من الأنف
- ضيق في التنفس
- دوخة
- ألم في الصدر
- تغيرات في الرؤية
إذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض، فمن المهم مراجعة الطبيب على الفور. يتم تشخيص ارتفاع ضغط الدم عن طريق قياس ضغط الدم عدة مرات على مدار فترة من الزمن. قد يطلب طبيبك أيضًا اختبارات أخرى، مثل فحص الدم وفحص البول، لتحديد ما إذا كان هناك أي حالات طبية أخرى تساهم في ارتفاع ضغط الدم.
طرق طبيعية لخفض ضغط الدم
هناك العديد من الطرق الطبيعية التي يمكنك تجربتها لخفض ضغط الدم، بالإضافة إلى الأدوية التي قد يصفها لك طبيبك. وتشمل هذه الطرق:
- اتباع نظام غذائي صحي: ركز على تناول الكثير من الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون. قلل من تناول الصوديوم والدهون المشبعة والكوليسترول.
- ممارسة الرياضة بانتظام: حاول ممارسة التمارين الهوائية المعتدلة لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع.
- الحفاظ على وزن صحي: إذا كنت تعاني من زيادة الوزن أو السمنة، فإن فقدان حتى كمية صغيرة من الوزن يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم.
- الحد من تناول الكحول: إذا كنت تشرب الكحول، فاشرب باعتدال (بحد أقصى مشروب واحد في اليوم للنساء ومشروبين في اليوم للرجال).
- الإقلاع عن التدخين: التدخين يضر بالأوعية الدموية ويرفع ضغط الدم.
- إدارة الإجهاد: حاول إيجاد طرق صحية للتعامل مع الإجهاد، مثل ممارسة اليوجا أو التأمل أو قضاء الوقت في الطبيعة.
- الحصول على قسط كاف من النوم: حاول الحصول على 7-8 ساعات من النوم كل ليلة.
- مراقبة ضغط الدم بانتظام: من المهم فحص ضغط الدم بانتظام، سواء في المنزل أو في عيادة الطبيب، حتى تتمكن من مراقبة التقدم الذي تحرزه.
العلاج الدوائي لارتفاع ضغط الدم
إذا لم تنجح التغييرات في نمط الحياة في خفض ضغط الدم بشكل كافٍ، فقد يصف طبيبك أدوية لخفض ضغط الدم. هناك العديد من الأنواع المختلفة من أدوية خفض ضغط الدم المتاحة، وسيعمل طبيبك معك للعثور على الدواء المناسب لك. تشمل بعض الأنواع الشائعة من أدوية خفض ضغط الدم:
- مدرات البول
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE)
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين II (ARBs)
- حاصرات قنوات الكالسيوم
- حاصرات بيتا
من المهم أن تتناول أدويتك حسب توجيهات الطبيب، وأن تتابع معه بانتظام لمراقبة ضغط الدم وتعديل الأدوية إذا لزم الأمر. لا تتوقف عن تناول أدويتك فجأة، حتى لو كنت تشعر بتحسن، لأن ذلك قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ وخطير في ضغط الدم.
الأسئلة الشائعة
فيما يلي بعض الأسئلة الشائعة حول ضغط الدم: اقرأ أيضًا: منشور المدونة.
- س: ما هو ضغط الدم الطبيعي؟
ج: يعتبر ضغط الدم الطبيعي عادةً أقل من 120/80 mmHg.
- س: ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
ج: يُعتبر الشخص مصابًا بارتفاع ضغط الدم عندما تكون قراءة ضغط دمه أعلى باستمرار من 130/80 mmHg.
- س: هل ارتفاع ضغط الدم وراثي؟
ج: تلعب الوراثة دوراً في ارتفاع ضغط الدم، ولكن نمط الحياة يلعب دوراً هاماً أيضاً. اقرأ أيضًا: أفضل مكيف الهواء المركزي.
- س: هل يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم؟
ج: على الرغم من عدم وجود علاج نهائي لارتفاع ضغط الدم، إلا أنه يمكن التحكم فيه من خلال تغييرات نمط الحياة والأدوية.
- س: هل يمكنني ممارسة الرياضة إذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط الدم؟
ج: نعم، ممارسة الرياضة بانتظام مفيدة جدًا للأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم، ولكن تحدث مع طبيبك قبل البدء في أي برنامج تمارين رياضية جديد.
- س: ما هي الأطعمة التي يجب تجنبها إذا كنت مصابًا بارتفاع ضغط الدم؟
ج: يجب تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم والدهون المشبعة والكوليسترول. اقرأ أيضًا: منشور المدونة.