ما هن الباقيات الصالحات
يُعتبر موضوع الباقيات الصالحات من أكثر الأمور التي تشغل بال الكثيرين ممن يسعون للتقرب إلى الله تعالى وزيادة رصيدهم من الحسنات. في زمن يمضي بسرعة وتتكاثر فيه المشاغل، يصبح السؤال عن كيفية تحقيق أجر دائم ومستمر ذا أهمية قصوى. الباقيات الصالحات ليست مجرد كلمات تقال، بل هي أعمال وأقوال تترك أثرًا طيبًا يمتد نفعها إلى ما بعد الحياة الدنيا. إنها الاستثمار الحقيقي الذي لا يزول، والكنز الذي لا ينفد، والشجرة الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. فما هي هذه الباقيات الصالحات؟ وما فضلها؟ وكيف يمكننا تطبيقها في حياتنا اليومية لننعم ببركتها ونيل رضا الله؟ هذا ما سنتناوله بالتفصيل في هذا المقال.
معنى الباقيات الصالحات وأصلها في القرآن الكريم
الباقيات الصالحات هي الأعمال الصالحة التي تبقى للإنسان بعد موته، وتستمر في جلب الأجر والثواب له. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في سورة الكهف، الآية 46، حيث قال تعالى: "الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا". تشير هذه الآية إلى أن المال والبنين، على الرغم من أهميتهما في الحياة الدنيا، هما زينة مؤقتة، بينما الباقيات الصالحات هي الأفضل ثوابًا وأكثر رجاءً عند الله. فالباقيات الصالحات هي خير للإنسان في دنياه وآخرته، وهي التي ترفع درجته عند الله تعالى. اقرأ أيضًا: أفضل مصطلح حراري.
أمثلة على الباقيات الصالحات وفضلها
تتعدد أمثلة الباقيات الصالحات، ولا تقتصر على نوع معين من الأعمال، بل تشمل كل عمل صالح يرضي الله تعالى. ومن أبرز هذه الأمثلة:
- التسبيح: قول "سبحان الله".
- التحميد: قول "الحمد لله".
- التهليل: قول "لا إله إلا الله".
- التكبير: قول "الله أكبر".
- الصدقة الجارية: كالوقف، وبناء المساجد، وحفر الآبار.
- غرس الأشجار: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من مسلم يغرس غرسًا، أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة".
- تعليم العلم النافع: ونشره بين الناس.
- الدعاء للوالدين وللمؤمنين: فهو يصلهم وينفعهم.
وفضل الباقيات الصالحات عظيم، فهي ترفع الدرجات، وتمحو السيئات، وتزيد الحسنات، وتجلب البركة في الدنيا والآخرة. كما أنها نور لصاحبها في قبره، وشفيعة له يوم القيامة.
كيفية تطبيق الباقيات الصالحات في حياتنا اليومية
يمكن تطبيق الباقيات الصالحات في حياتنا اليومية بسهولة ويسر، وذلك من خلال: اقرأ أيضًا: أفضل آلة قهوة Xper.
- المداومة على ذكر الله: بتسبيحه وتحميده وتهليله وتكبيره في كل وقت وحين.
- المشاركة في الأعمال الخيرية: بالصدقة والتبرع للفقراء والمحتاجين.
- نشر العلم النافع: بتعليم الآخرين ما تعلمناه من القرآن والسنة.
- بر الوالدين: والإحسان إليهما والدعاء لهما.
- صلة الرحم: وزيارة الأقارب والأصدقاء.
- إصلاح ذات البين: والصلح بين المتخاصمين.
- غرس الأشجار والاهتمام بالبيئة: والمحافظة عليها.
- الابتسامة في وجه الآخرين: فهي صدقة.
- إماطة الأذى عن الطريق: فهي صدقة.
- الدعاء: فهو من أفضل العبادات، وله أثر عظيم في حياة الإنسان.
أثر الباقيات الصالحات على الفرد والمجتمع
للباقيات الصالحات أثر كبير على الفرد والمجتمع. فعلى مستوى الفرد، تزيد من إيمانه وتقربه إلى الله، وتشعره بالرضا والسعادة، وتجعله أكثر تفاؤلاً وأملاً في المستقبل. وعلى مستوى المجتمع، تزيد من التكافل الاجتماعي، وتعزز روح التعاون والتآخي، وتساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك. اقرأ أيضًا: أفضل مصير الشعر.
نصائح لزيادة رصيدك من الباقيات الصالحات
- ابدأ بالصغير: لا تحتقر أي عمل صالح مهما كان صغيرًا، فكل عمل له أجره عند الله.
- كن مستمرًا: داوم على الأعمال الصالحة، ولا تنقطع عنها، حتى لو كانت قليلة.
- اجعل نيتك خالصة لله: لا تفعل الأعمال الصالحة رياء أو سمعة، بل ابتغ وجه الله تعالى.
- استغل أوقات فراغك: املأ وقت فراغك بالأعمال الصالحة، كذكر الله وقراءة القرآن.
- تعلم العلم النافع: وزد من معرفتك بدينك، حتى تكون أعمالك على بصيرة.
- ادع الله أن يوفقك: واسأل الله أن يعينك على فعل الخيرات وترك المنكرات.
الأسئلة الشائعة
س: هل تقتصر الباقيات الصالحات على التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل؟
ج: لا، لا تقتصر الباقيات الصالحات على هذه الأذكار فقط، بل تشمل كل عمل صالح يرضي الله تعالى. اقرأ أيضًا: أفضل أرفف الكتب.
س: هل الصدقة الجارية هي الوحيدة التي تستمر بعد الموت؟
ج: لا، هناك أعمال أخرى تستمر بعد الموت، مثل العلم النافع الذي تركه الإنسان، والولد الصالح الذي يدعو له.
س: كيف يمكنني أن أجعل عملي اليومي من الباقيات الصالحات؟
ج: يمكن ذلك بتجديد النية وجعل عملك خالصًا لوجه الله تعالى، وبأن يكون عملك نافعًا للآخرين. اقرأ أيضًا: جوجل.
س: ما هو أفضل وقت للإكثار من الباقيات الصالحات؟
ج: كل الأوقات مناسبة لفعل الخير، ولكن يفضل الإكثار منها في الأوقات الفاضلة، كشهر رمضان وليلة القدر.
